التوحید(عربی)، شماره89، ص180

منها فی مسار الدین و الفکر الدینی.و بهذه‏ المثابة فان للاحیاء خلیفة عریقة فی‏ الحیاة الاسلامیة،یعزو مطهری ظهورها الی الساحة الاسلامیة السنیة اولا ثم‏ انتقلت للساحة الاسلامیة الشیعیة بعدئذ. فالکفر الاسلامی السنی کان هو الاسبق- برأی مطهری-فی هذه الممارسة تبعه‏ الفکر الاسلامی الشیعی بعد ذلک(‏10).یقول‏ مدللا علی هذا المعنی:«لقد ظهرت فکرة احیاء الدین بین المسلمین ابان القرنین‏ الثانی و الثالث الهجریین؛علما انها ظهرت‏ فی البدایة بین عامة المسلمین ثم سرت‏ الی الامامیة»(11).

جهاز التجدید و معیاره

و مادمنا نتحدث عن التجدید و الاحیاء و التطهیر،فمن المناسب ان‏ ننعطف لما یؤکد علیه الشهید مطهری فی‏ طبیعة الجهاز الذی ینهض بهذه المهمة و المعیار الذی یتحول الی شاخص للتنقیة و التقویم.

بشأن الجهاز یصرف مطهری هذه‏ المهمة الی العلماء و الحوزات العلمیة بلغة صریحة و دون مواربة.بید انه لا یسقط دور المفکرین و المثقفین الاسلامیین اذا توفروا علی مؤهلات الممارسة.

عن مسؤولیة الحوزات بهذا الشأن، یکتب:«ان الذین یتمنون رفعة الدین‏ الاسلامی المبین و عوامل انحطاطهم فی‏ الماضی و الحاضر لامندوحة لهم من‏ التفکیر فی جهاز القیادة؛اعنی حوزة علماء الدین المقدسة،لأن من الثابت ان‏ ای صلاح و اصلاح لامور المسلمین‏ یجب ان یتحقق اما بواسطة هذه‏ المؤسسة و من قبلها مباشرة،او ان یتم‏ علی الاقل بتعاون هذه المؤسسة مع تیار الاصلاح»(12).

و بشأن عدم تصادم نهوض الحوزات‏ بهذه المهمة مع ما یبذله المفکرون‏ و المثقفون الاسلامیون من جهود فی هذا السبیل،هناک نصوص مستفیضة للشهید مطهری،بید انها مشروطة بان یکون‏ المفکر او المثقف الاسلامی حازوا علی‏ مؤهلات الاصالة و الاحاطة بالمعارف‏ الاسلامیة.بل نستطیع ان نسجل ان‏ الشهید مطهری کان صاحب مشروع فی‏ بناء المثقف الاسلامی و تنشیط دوره‏ اجتماعیا و ثقافیا الی جوار دور العالم‏ الدینی،سلک فیه بعض الخطوات